20.09.08
المسيح يحبك - الجزء السادس | MA010007

خادم الرب مقالات مسيحية

Share |

مشاهدات 14138

تعليقات 0

الرب إلهنا
ما هو ملخص تعليم الكتاب المقدس في التثليث ؟
إن ملخص تعليم الكتاب المقدس في هذا الموضوع هو أنه لا يوجد إلا إله واحد فقط ،ومع ذلك لكل من الاب والابن والروح القدس صفات الاهوت وحقوقه . وبالتفصيل نقول أنه لا إله إلا الإله الوحيد السرمدي الحقيقي .
ومن نصوص الكتاب على وحدانية الله ما يلي " اسمع يا إسرائيل ، الرب إلهنا رب واحد " التثنية 6 : 4
هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود ، "أنا الأول والآخر ولا إله غيري " أشعياء 44 : 6وأيضاً " أنت تؤمن أن الله واحد ، حسناً تفعل " يعقوب 19:2
ومن وصايا الله العشر التي تتضمن خلاصة الناموس الأدبي للدين اليهودي ، والدين المسيحي أيضاً ، أن الوصية الأولى والعظمى منها هي " لا يكن لك آلهة أخرى أمامي " ومن ثم كان كل تعليم يضاد ذلك باطل.
أن لكل من الآب والابن والروح القدس ما للآخر من الألقاب والصفات الإلهية ( إلا ما كان خاصاً بالأقنومية) وأن كلاً منهم يستحق العبادة الإلهية ، والمحبة والإكرام والثقة . فيتضح من الكتاب المقدس لاهوت الابن كما يتضح لاهوت الاب ، ويتضح لاهوت الروح كما يتضح لاهوت الاب والابن.
أن أسماء أقانيم الثالوث الأقدس ، أي الاب والابن والروح القدس ، ليست كنايات عن نسب مختلفة بين الله وخلائقه ، على ما يزعم البعض ، كلفظة خالق وحافظ ومنعم التي تشير إلى نسب كهذه . ومن إعلانات الكتاب المقدس التي تثبيت ذلك أن كلاً من الاب والابن والروح القدس يقول عن ذاته "أنا"
أن كلاً منهم يقول للآخر في الخطاب "أنت" ويقول عنه في الغيبة "هو"أن الاب يحب الابن ، والابن يحب الاب والروح القدس يشهد للابن فيظهر من ذلك أن بين كل منهم والآخر من النسب ما يدل على التمييز في الأقنومية ، لا الاختلاف . وأنه يوجد إله واحد فقط في ثلاثة أقانيم ، وهم الاب والابن والروح القدس
ماذا يتضمن تعليم التوحيد والتثليث معاً ؟
إن تعليم التوحيد والتلثيث معاً يتضمن ما يلي:
1- وحدانية الله
2- لاهوت الاب والابن والروح القدس
3- أن الاب والابن والروح القدس ، أقانيم ممتازون الواحد عن الآخر
4- أنهم واحد في الجوهر متساوون في القدرة والمجد
5- أن بين أقانيم الثالوث الأقدس تمييزاً في الوظائف والعمل ، لأن الكتاب المقدس يعلم أن الاب يرسل الابن ، وأن الاب والابن يرسلان الروح القدس ، ولم يذكر قط أن الابن يرسل الاب ، ولا أن الروح القدس يرسل الاب ، أو الابن مع أن الاب والابن الروح القدس واحد في الجوهر ، ومتساوون في القدرة والمجد.
6- أن بعض أعمال اللاهوت تُنسب على الخصوص إلى الاب ، وغيرها إلى الابن وأخرى إلى الروح القدس ، مثال ذلك ما قيل أن الاب يختار ويدعو ، وأن الابن يفدي ، وأن الروح القدس يقدس ويجدد.
7- تنسب بعض الصفات إلى أقنوم من الثالوث دون الآخرين ، كالأبوة إلى الاب والبنوة إلى الابن ، والانبثاق إلى الروح القدس.
فإن قيل أن هذا التعليم فوق إدراكنا ، قلنا ذلك لا يفسده ، كما أنه لا يفسد ما شاكله من الحقائق العلمية والدينية . وإن قيل أن جوهراً واحد ذا ثلاثة أقانيم محال ، قلنا تلك دعوى بلا برهان ، وأن عقولنا القاصرة لم تخلق مقياساً للممكن ، وغير الممكن ، مما فوق إدراكها ومما ينبغي أن يعلم هو أننا لا نعتقد أن الله ثلاثة أقانيم بنفس معنى القول أنه جوهر واحد ، لأن لفظ أقنوم ليست بمعنى لفظ جوهر . غير أننا نُسلم بأننا لا نقدر أن نوضح بالتفصيل كل المقصود في لفظ أقنوم ولا حقيقة النسبة التي بين الأقنوم والجوهر. وعجزنا هذا غير مقصور على تعليم التثليث ، لأن جل ما نعرفه عن جميع الأمور المادية والروحية ليس هو إدراك الجوهر بل معرفة صفاته وخواصه ، ومن باب أولى يصح هذا القول من جهة الله الذي لا نعرف كنه جوهره ، ولا أسراره الجوهرية مطلقاً . بل جل ما نعرفه هو صفات ذلك الجوهر الذي نسميه بالروح المجرد . وقد اعترض البعض على أن التثليث يستلزم إنقسام جوهر الله إلى ثلاثة أقسام هو قول باطل ، لأنه ناشئ عن تصور جوهر الله على أنه مادي ، وله صفات مادية ، وأما الروح فلا يقبل الإنقسام مطلقاً . ولما كان العقل البشري عاجزاً عن إدراك جوهر الله ، كان حكمنا بإستحالة كونه في ثلاثة أقانيم باطلاً ، لأننا نكون قد حكمنا بما هو فوق إدراكنا ، وخارد عن دائرة معرفتنا.

لماذا جاء المسيح؟
جاء المسيح لكي يخلصنا من آثامنا وخطايانا ومن العذاب الأبدي الذي جلبته علينا خطايانا. فنحن خطاة بالطبيعة والاختيار:"وكما هو مكتوب أنه ليس بار ولا واحد. الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد.. لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله"(رومية 10:3-23). ولا نستطيع أن نخلّص أنفسنا بأعمالنا أو بأموالنا لأن الخلاص هونعمة مجانية من الله وعطية بلا ثمن.
"لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد.. وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا"(أفسس 8:2و9، رومية 23:6).
وبما أن الله قدوس وطاهر، ولا تقبل قداسته الخطية، جلبت خطايانا دينونة الله على كل منا وأصبحنا مستحقين للعذاب الأبدي:"لأن أجرة الخطية هي موت"(رومية 23:6). ونحن لا نستطيع أن نخلص أنفسنا بمجهودنا الذاتي الضائع ولا نستطيع أن نشتري الأبدية بحفنة من المال الفاني. فقداسة الله وبره وعدالته لا يمكن أن تُرتشى لا بحفنة من المال ولا ببعض الأعمال الحسنة مهما كثُرت عظمتها.
فكيف نتوقع أن نفي عدالة الله المطلقة بحفنة مال ونرضيها ببعض الأعمال التي يصفها الكتاب المقدس كخرق بالية؟ لذلك تطلبت عدالة الله أقصى العقوبات التي أدت بالإنسان إلى جحيم النار. ولكن محبة الله لنا هي محبة فائقة، من أجل هذا، أرسل الله ابنه الوحيد القدوس الطاهر بديلاً عن الإنسان لكي يفي بمتطلبات العدالة الإلهية التي لا تتقبل إلا أقصى العقوبات. ولأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة الخطية. فقد طلب الله من الإنسان أن يقدم الذبائح ككفارة عن خطاياه. ولكن كل تلك الذبائح ما كانت لتحمل أي معنى أو أي تأثير لو لم تكن رمزاً للدم الثمين الذي سفكه الرب يسوع المسيح على خشبة الصليب فوق جبل الجلجثة:
"تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنـزع الخطية.. وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً"(عبرانيين 12:9 و11:10).
وما "الذبح العظيم" الذي يذكره القرآن في سورة الصافات 107 نقلا عن التوراة - إذ يقتبس قصة إبراهيم عندما كان مزمعاً أن يقدم ابنه ذبيحة على جبل المريا فمنعه الله وقدم له كبشاً كي يفتدي به ابنه - إلاّ رمزاً لعمل المسيح الكفاري على جبل الجلجثة. وهنا نجد أن القرآن أسماه "الذبح العظيم" لأن ذلك الكبش لم يكن كبشاً عادياً كبقية الكباش التي كانت تقدم يومياً للكفارة. بل كان كبشاً فريداً، كان عطية السماء لإبراهيم ليكفر عن ابنه الذي كان تحت حتمية الموت. كما أن الله أراد أن يعلمنا أن ما حدث على جبل المريا (الذي هو جبل الجلجثة) لم يكن إلا رمزاً: أولاً، لحالة الإنسان وخطاياه التي جلبت عليه حكم موت أبدي محتوم في نار جهنم. وثانياً، لمحبة الله إذ أرسل عطية السماء - الرب يسوع المسيح - الذي هو"حمل الله الذي يرفع خطية العالم"يوحنا 29:1
وقد مات المسيح على نفس البقعة التي قدم فيها إبراهيم الكبش فداء لابنه الذي هو رمز لموت المسيح لفداء بني البشر ولمغفرة خطايا كل من يؤمن به:"وإنما حيث تكون مغفرة لهذه لا يكون بعد قربان عن الخطية"(عبرانيين 18:10). إذاً،"الذبح العظيم" لم يكن إلا رمزاً للذبح العظيم الفعلي الذي قدمه الرب يسوع المسيح بدم نفسه لفداء الإنسان ومبطلاً كل الذبائح إذ لم تبقَ حاجة بعد لأي منها:"فإن المسيح أيضاً تألم من أجل الأثمة...
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"(1بطرس 18:3 ويوحنا 16:3). ولأن المسيح هو كلمة الله، لذلك لم يستطع الموت أن يمسكه ويبقيه في القبر، وهكذا قام في اليوم الثالث من بين الأموات بمجد عظيم ليؤكد دعواه ويثبت رسالته.

صباح الخير يا أولادى ...
أنا الرب إلهكم
وسأهتم اليوم بكل مشاكلكم
وتذكروا من فضلكم أننى لا أحتاج فى ذلك لمساعدتكم
وإذا حدث ووضع إبليس أمامك موقفا أكبر من طاقتك ، فلا تحاول أن تحل الموقف . بل ضعه بلطف فى صندوق " ش ل ى " - شئ ليعمله يسوع -. وهو سيصير يتبعنى أنا وليس أنت !!! .
وبمجرد أن يوضع الأمر فى هذا الصندوق ، فلا تعود تتمسك به أو تحاول إزالته ، لأن تمسكك به أو محاولة إزالته سيعطل حل المشكلة . وإذا كنت تفكر أنك قادر أن
تتعامل مع الموقف ، من فضلك استشيرنى فى الصلاة حتى تتأكد أنك اتخذت القرار الصحيح .
ولأننى لا أنعس ولا أنام ، فليس هناك ما يدعوك لأن تقلق أو لا تنام أية مرة .
استرح يا ولدى ، وإذا أردت أن تتصل بى فأنا لا أبعد عنك بأكثر من مسافة صلاة ترفعها .
مع محبتى الأبدية لك .
الرب إلهك وأبيك
" ملقين كل همكم عليه لانه يعتنى بكم ( 1بطرس 5: 7 ) "

فاكلوا و شبعوا جميعا
رائحة جميلة... السمك المشوي مُقطع لقطع صغيرة... الليمون... السلاطه... الخبز... أوه... يا لها من أكلة شهية وانت تأكلها بعد يوم كامل من الجوع.
ولكن هل فكرت صديقى أن قليل من هذا السمك الشهي يمكن أن يُشبع جمهور كثير من الناس؟
دعنا نسمع القصة كاملة كما وردت فى إنجيل لوقا 9 : 10 _ 17
و لما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فاخذهم و انصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا فالجموع اذ علموا تبعوه فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله و المحتاجون الى الشفاء شفاهم فابتدا النهار يميل فتقدم الاثنا عشر و قالوا له اصرف الجمع ليذهبوا الى القرى و الضياع حوالينا فيبيتوا و يجدوا طعاما لاننا ههنا في موضع خلاء فقال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا ليس عندنا أكثر من خمسة أرغفة و سمكتين إلا أن نذهب و نبتاع طعاماً لهذا الشعب كله لأنهم كانوا نحو خمسة ألاف رجل فقال لتلاميذه اتكئوهم فرقاً خمسين خمسين ففعلوا هكذا و اتكاوا الجميع.
فاخذ الأرغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و باركهن ثم كسر و اعطى التلاميذ ليقدموا للجمع فاكلوا و شبعوا جميعا ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر اثنتا عشرة قفة. صديقي الغالي لقد ذهب السيد المسيح مع تلاميذه حتى يرتاحوا قليلاً ولكن لجمال تعاليم المسيح فقد ذهب ورائه جمهور كثير من الناس وأخذ يُعلمهم وبدأت الشمس تغيب وقد كان عليهم إما أن يُطعمون الجمهور أو أن يصرفوهم جائعين وهم يأكلوا فى بيوتهم وأخيراً وجدوا قليل من السمك لقد كان طعام صبى صغير وهنا حدثت المعجزة، لقد بارك السيد المسيح فى الطعام القليل وأعطى التلاميذ ليوزعوا على الجمهور.
صديقى هل تشعر أن إمكانياتك بسيطة أو إن ما عندك من قدرات بسيط فى نظر الناس، هل ما لديك من أموال قليل لدرجة أنه لا يكفى لسد إحتياجاتك الأساسية . إسمح لى صديقى أن أحمل لك خبر لا يُقدر بثمن، المسيح الآن يقدر أن يصنع فى حياتك المعجزة إنه يريد أن يبارك فى القليل الذى لديك أياً كان وضعك وأياً كان نقصك هل تشعر بنقص قدراتك التى تحاول بها أن تقترب إلي الله؟ إسمح لى أن أقول لك الله الأن يريدك كما أنت بكل القليل الذى عندك سلمه فى يد المسيح وهو يقدر أن يبارك فى حياتك وعمرك، سلمه قلبك وعمرك وهو يبارك فيك ويجعلك إبنه. وليس يبارك فيما عندك بالكاد فقط بل عندما تسلم ما عندك للمسيح يفيض ويصبح سبب بركة للكثيرين من حولك. أياً كانت حالتك صديقى دعنا نصلى معاً: يا سيدى المسيح أتى إليك وأنا أشعر بالنقص فى كل شىء فى قدراتى وأموالى وحتى فى قربى منك، أريد الأن أن أكون إبنك وأحيا فى رضاك وأثق أنك تقدر أن تبارك فى القليل الذى عندى... أمين.

هل يعقل أن يموت المسيح
هل يعقل أن يموت المسيح، ابن الله المتجسد، صلباً
لطالما عرفنا وآمنّا أن المسيح هو ابن الله الذي تجسّد وصار إنساناً من أجل خلاصنا. ولكن يُطرح هذا السؤال: إذا كان المسيح هو الله ظاهراً في الجسد، فهل يُعقل أن يموتَ مصلوباً؟
نعلم علم اليقين أن الله الواحد ثلاثة أقانيم، وأنه مكتف بذاته ويمارس صفاته مع ذاته أزلياً، في وحدة ومحبة فائقة الإدراك بين الأقانيم الثلاثة. عرفنا الله، لا كما صورته لنا عقولنا، بل كما أعلن ذاته لنا في كتابه المقدس، وفي أقنوم الابن الذي جاء متجسداً إلى هذا العالم ليعلن الله. ومعرفة الله هي أعظم وأثمن شيء في الوجود. ولكن هنا يأتي السؤال الهام: هل نستطيع أن نصل إلى الله الذي عرفناه، ونقترب منه، وننال الحظوة لديه؟ هل يمكن أن تكون لنا شركة معه ونحن هنا على الأرض، وأن نساكنه في الأبدية التي لا نهاية لها؟ الجواب كلا. لأنه قدوس، كلي القداسة، ونحن خطاة نجسون كل النجاسة. هذا فضلاً عن أنه تعالى قد أصدر علينا حكماً بالموت الأبدي نتيجة لعصياننا عليه. ومن أين لنا أن نخلص من هذا الحكم من جهة، وأن نتوافق مع قداسته من الجهة الأخرى؟
إن ملائكته اللامعين القديسين الذين لم يخطئوا يغطون وجوههم أمامه، لا بالنسبة لمجده وجلاله فقط، بل بالنسبة لقداسته الفائقة، اذ وهم يغطون وجوههم ينادون قائلين "قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ"(*) (إشعياء 6: 2، 3)، فكيف يمكن أن يقترب منه الإنسان الخاطيء؟ وهذا ما شعر به أصحاب أيوب قديماً فقال أحدهم "وَإلى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً. 19فَكَمْ بِالْحَرِيِّ سُكَّانُ بُيُوتٍ مِنْ طِينٍ الَّذِينَ أَسَاسُهُمْ فِي التُّرَابِ" (أيوب 4: 18، 19). وقال آخر "السُّلْطَانُ وَالْهَيْبَةُ عِنْدَه... هُوَذَا نَفْسُ الْقَمَرِ لاَ يُضِيءُ وَالْكَوَاكِبُ غَيْرُ نَقِيَّةٍ فِي عَيْنَيْهِ. فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإنسان الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ" (أيوب 25: 2، 6). وإذ كنا لا نستطيع أن نصل إلى الله فما الفائدة من معرفته؟ إنها لا تزيدنا إلا حسرةً وألماً. ولكن شكرا لله لأنه وجد حلاً وحيداً لهذه المشكلة المستعصية.
وقبل أن نوضح هذا الحل الإلهي لابد أن نشير إلى حقيقة حالنا كبشر كما يكشفها لنا الله في كتابه المقدس، لنرى البعد الشاسع والهوة السحيقة بيننا وبين الله، وكيفية السبيل إلى عبورها.
حقيقة حالنا كبشر خطاة
لقد خلق الله الإنسان في حالة البرارة والطهارة كما هو مكتوب "أَنَّ اللَّهَ صَنَعَ الإنسان مُسْتَقِيماً" (جامعة 7: 29). ولكنه عصي الله وتعدى الوصية الوحيدة التي أعطاها له، فوقع تحت طائلة القصاص الذي أصدره الله وأنذره به مقدماً قائلاً "يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا (أي من شجرة معرفة الخير والشر)
مَوْتاً تَمُوتُ" (تكوين 2: 17). وهذا الموت ثلاثي: موت روحي، وموت جسدي، وموت أبدي. الموت الروحي هو الانفصال عن الله، وهذا ما حدث بمجرد السقوط في الخطية، إذ شعر آدم وحواء بعدم توافقهما مع محضر الله، فاختبأا "في وسط شجر الجنة" قبل أن يطردهما الله منها. وهذا الموت الأبدي سرى في كيانهما مفسداً طبيعتهما،
وتوارثه نسلهما كما هو مكتوب "بِإنسان وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إلى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إلى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ" (رومية 5: 12). وقد شهد بذلك داود النبي إذ قال: "هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مزمور 51: 5). وشهد بذلك بعض العلماء فقال أرسطو "إن أكثر أعمال الإنسان محكومة بالعواطف والشهوات. لذلك فانه يقع في الخطأ مهما علم العقل بضرره. فالإنسان يفكر جيداً ويرشده فكره إلى الصواب، لكن تتغلب عليه شهوته فتغويه". وقال آخر "إن الأطفال يأتون إلى العالم وفي طبيعتهم العناد والشر والأنانية".
وكلنا نعرف الحقيقة المتداولة "النفس أمارة بالسوء" مع أن الله لم يخلقها هكذا ولكنها فسدت بالسقوط وهذا أمر طبيعي فالحية لا تلد إلا حية، والخنـزيرة لا يمكن أن تلد حملاً، وكذلك لا يجنون من الشوك عنباً ولا من الحسك تيناً، ولا تقدر شجرة رديئة أن تصنع أثمارا جيدة: (متى 7: 16- 18).
فالناس خطاة لسببين:
أولاً: لأنهم مولودون بطبيعة فاسدة.
ثانياً: لأنهم يخطئون بإرادتهم نتيجة لتلبية رغبات طبيعتهم الفاسدة. كما يقول الرسول "الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً (أي أنتنوا ولم يعد لهم نفع). لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (رومية 3: 12).
هذا هو الموت الروحي. أما الموت الجسدي فحكم به الله على الإنسان بقوله لآدم "حَتَّى تَعُودَ إلى الأرض الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإلى تُرَابٍ تَعُودُ" (تكوين 3: 19). ولكن العودة إلى التراب ليست هي النهاية لأن نفس الإنسان خالدة تبقى إلى الأبد، لذلك يقول الرسول بولس "وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ" (عبرانيين 9: 27). وبعد الدينونة (المحاكمة) أمام العرش العظيم الأبيض يُطرح جميع الأشرار في النار الأبدية ويقول الكتاب "هَذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي" (رؤيا 20: 14)، أي بعد الموت الجسدي الأول. وعذاب النار الأبدية حقيقة تقر بها جميع الأديان.
وخلاصة القول هي أن السقوط جلب على البشر:
1. الموت الروحي أي الانفصال عن الله ويتبع هذا فساد الطبيعة البشرية التي صارت مستودعاً لكل بذور الشر والعداوة والقتل والأنانية والشهوات بدرجة تجعل الناس أنفسهم ينفرون من هذه الشرور في الآخرين، فكم بالحري هي كريهة في نظرالله!
2. الموت الجسدي أي انفصال الروح عن الجسد الذي يعود إلى التراب الذي أخذ منه.
3. العذاب الأبدي الذي هو قضاء الله على جميع الخطاة.
وبناء عليه فلا يمكن أن يقترب الإنسان إلى الله أو تكون له معه علاقة حاضراً وأبدياً إلا إذا تم إيفاء مطاليب عدل الله، وإنقاذ الإنسان من عواقب السقوط الوبيلة السابق الإشارة إليها حتى يمكن أن تزول عنه صفة الذنب ويتبرر أمام الله. ولابد أيضاً من إعطاء الإنسان طبيعة جديدة بها يتوافق مع الله ويصلح لمساكنته. ومعالجة حالة الإنسان من كل الوجوه بالكيفية التي ذكرناها مستحيلة على الإنسان تماماً بالرغم من كل محاولاته المستمرة.
العلاج الإلهي للإنسان الساقط ( تكوين 3)
مما يسترعي النظر أن الفصل الذي يخبرنا عن سقوط الإنسان في أول صفحات الكتاب المقدس (في تكوين 3) يرينا بوضوح:
1. نتائج السقوط الوبيلة التي أشرنا إليها.
2. فشل جهود الإنسان لمعالجة حاله وعودته للاقتراب إلى الله.
3. العلاج الإلهي الكامل الذي يكفل التبرير والقبول والخلاص من العقاب الأبدي، وكأن الله قد أودع كل بذور مقاصده الصالحة نحو الإنسان في الصفحات الأولى من كتابه المقدس.
ونبين باختصار كيف نجد هذه النقاط الهامة الثلاث في إصحاحي 3، 4 من سفرالتكوين:
1. نجد فساد طبيعة الإنسان في التشكك في محبة الله وفي صدق أقواله، حيث أوهمه الشيطان أن الله منع عنه خيراً بنهيه إياه عن الأكل من الشجرة وبأن الله غير صادق في تهديده إياه بالموت. هذا فضلاً عن استهانة الإنسان بسلطان خالقه، وإهانته بالتعدي على وصيته. وزاد الطين بلة بإلقاء تبعة سقوطـه علــى الله قائلا "الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ" (تكوين 3: 12). وقد ظهرت علامات هذا الفساد في وجود الإنسان في حالة العري والخزي، وفي اختبائه من محضر الله.
2. على أن الإنسان لم يستسلم لله ليعالج حاله التعيس بل حاول أن يعالج أمره بنفسه (عندما نقول الإنسان نقصد آدم وحواء معاً) "فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر" (تكوين 3: 7) وكل ما استطاعت هذه المآزر أن تفعله هو أن تغطي عري الواحد منهما عن الآخر، وليس عن الله لأن آدم وهو متزر بالمآزر يقول لله "لأني عريان". وأوراق التين تمثل كل الوسائل البشرية في كل العصور لمحاولة إصلاح طبيعة الإنسان وتهذيبها، وكل وسائل الصقل وتحسين الأخلاق والمظهر، فإن هذه كلها إنما تخفي مخازي الإنسان الداخلية عن إخوانه، ولكنها لا يمكن أبداً أن تخفيها عن نظر الله أو أن تصلح طبيعة الإنسان بأي درجة من الإصلاح، كما هو مكتوب "اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ" (يوحنا 3: 6) وأيضاً "لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ...هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ اللهِ لأَنَّهُ أيضاً لاَ يَسْتَطِيعُ. 8فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ (رومية 8: 6-8). ونرى صورة لذلك في إشعياء النبي، إذ لم يستطع أن يكتشف حقيقة حاله إلا في نور مجد الرب فصرخ قائـلاً: "وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إنسان نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْـنِ" (إشعياء 6: 5). ثم نجد في تكوين 4 أن قايين أول ابن لآدم حاول أن يقترب إلى الله بأعماله، بمجهوده وتعب يديه فرفضه الله ولم ينظر إليه. هذا هو الطريق الذي اختطه قايين لنفسه متجاهلاً فساد طبيعته وقضاء الله عليه بالموت كخاطيء. وهو نفس الطريق الذي يسير فيه كل من يظن أن أعماله الصالحة يمكن أن تؤهله للاقتراب من الله بينما يقول الكتاب صراحة "وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ"(**) (يهوذا 11).
3. أما العلاج الإلهي فيتمثل أولا وقبل كل شيء في الوعد الإلهي بنسل المرأة الذي يسحق رأس الحية، ثم في أقمصة الجلد التي صنعها "الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ ...... وَأَلْبَسَهُمَا" (تكوين 3: 21). أما نسل المرأة فهو المسيح، المخلص الوحيد الذي "جاء مولوداً من امرأة" من عذراء لم يمسها رجل إذ حبل به فيها من الروح القدس (متى 1: 20) أما سحقه رأس الحية فكان بالموت على الصليب المشار إليه بالقول "أنت تسحقين عقبه" (أي طبيعته الإنسانية)، وفي ذلك مكتوب أيضاً أن المسيح اشترك في اللحم والدم "لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ" (عبرانيين 2: 14). وهنا نجد ثـلاث حقائق في غاية الأهميـة (هي خلاصة موضوعنا هذا ):
1. لاهوت المسيح، لأنه من ذا الذي يسحق رأس الشيطان إلا الله.
2. ناسوت المسيح الذي به صار نسل المرأة.
3. موت المسيح الكفاري الذي بواسطته انتصر على الشيطان وسحقه.
أما أقمصة الجلد ففيها إشارة واضحة إلى الفداء والكفارة. وسنتكلم عن ذلك بالتفصيل لأنه السر في موت المسيح مصلوباً الذي هو موضوع هذا الفصل. ولكن قبل ذلك أشير إلى نقطتين في الإصحاح الثالث من سفر التكوين: النقطة الأولى أن آدم بعد أن سمع الوعد بنسل المرأة آمن، ولذلك كساه الله بقميص الجلد بعد إيمانه. وهذا هو طريق الله للتبرير دائماً: السمع، والإيمان، ولبس المسيح كثوب البر، ويتمثل هذا في القول "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإيمان بِدَمِهِ" (رومية 3: 24). أما دليل الإيمان في آدم فهو أنه بعد أن سمع الوعد بنسل المرأة دعا اسم امرأته حواء (أي حياة) لأنها أم كل حي، مع أنه سمع قبل ذلك مباشرة أنه سيموت ويعود إلى الأرض التي أخذ منها، ولكنه بالإيمان بوعد الله عن نسل المرأة ارتفع فوق دائرة الموت ودعا اسم امرأته "حياة"وبعد ذلك نقرأ مباشرة "صنع الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا". فجاء التبرير نتيجة للإيمان.
أما النقطة الثانية فنجدها في آخر هذا الإصحاح الثالث من التكوين وهي أن الله "َأَقامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ" (تكوين 3: 24).
وفي هذا نجد الإشارة إلى أن الوصول إلى "شجرة الحياة" أو بالحري نوال الحياة الأبدية يحول دونه "الكروبيم ولهيب السيف المتقلب". ولم يستطع أحد أن يفتح لنا هذا الطريق ويوصلنا إلى الحياة الأبدية إلا المسيح الذي تنبأ عنه زكريا قبل مجيئه بالجسد بخمسمائة سنة قائلاً: "اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اضْرِبِ الرَّاعِيَ" (زكريا 13: 7). أما الكروبيم فكانت مصورة على حجاب الهيكل. ولما مات المسيح على الصليب نقرأ "فَصَرَخَ يَسُوعُ أيضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إلى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إلى أَسْفَلُ" (متى 27: 50- 51) أي أن الكروبيم الحارسين لطريق شجرة الحياة قد أفسحوا الطريق للوصول إلى حضرة الله، إلى الحياة الأبدية على أساس الإيمان بموت المسيح الذي فيه احتمل ضربة سيف العدل الإلهي عوضاً عنا.
حتمية الفداء بموت المسيح
رأينا فيما سلف أنه لا يمكن للإنسان تمجيد الله ومحو الإهانة التي لحقته بسبب العصيان، كما لا يمكنه تخليص نفسه من عواقب سقوطه، والحصول على التبريروالقبول لديه تعالى. ومن ثم لزم موت المسيح لفدائه ولتحقيق هذه الأغراض وهنا يأتي السؤال: ألم تكن هناك وسيلة أخرى؟ الجواب كلا. وهنا يأتي سؤال آخر: كيف يسوغ لنا أن نحصر قدرة الله غير المحدودة في وسيلة واحدة لا بديل لها؟ الجواب:
إن الله يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أي أمر، ولكن ذلك في مجال كماله المطلق وتوافق جميع صفاته معاً. فلا يقدر الله أن ينكر نفسه (2تيموثاوس 2: 13). ولا يمكن أن ينكث عهـده "وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ" (مزمور 89: 34، عبرانيين 6: 18). وبما أن الله عادل وقدوس فلا يتفق مع عدله وقداسته أن يتساهل مع الخطية أو يدعها تمر بدون توقيع القصاص الذي صدر منه تعالى "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ" (رومية 6: 23). صحيح أن الله غفور رحيم، ونحن نعتز برحمته ومحبته اللتين لا حد لهما. ولكن الرحمة لا يمكن أن تتجه إلا متوافقة مع القداسة والعدل. فالذين يريحون ضمائرهم بترك أمر خطاياهم إلى رحمة الله هم واهمون إن لم يستندوا على الأساس الصحيح للرحمة وهو الفداء بواسطة بديل كفء يتحمل كل متطلبات العدل، وحينئذ يتسع المجال أمــام رحمة الله لتتجه للبشر الخطاة لقبولهم وتبريرهم عدلاً حيث يكون الله "باراً (عادلاً) ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رومية 3: 26). ولا يوجد بديل كفء إلا المسيح وحده كما سنرى.
والصليب هو الحل الوحيد الذي فيه تمت النبوة "الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا" (مزمور 85: 10).
ومبدأ الفداء يملأ الكتاب المقدس من أوله إلى آخره، فقد رأيناه لأول مرة في تكوين 3 ثم في تكوين 4 كما سبقت الإشارة. وكان تقديم الذبائح هو طريق العبادة المقبولة لدى الله كما نرى في نوح حيث نقرأ أنه "أَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا" (تكوين 8: 21). وكان إبراهيم يقيم المذبح ملازماً لخيمته. كما نقرأ عن أيوب الذي كان معاصراً لإبراهيم أنه كان يقدم ذبائح بعدد بنيه لفدائهم من القصاص على ما قد يكون صدر منهم من خطايا ولو بالفكر. وقال الله "أَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ" (لاويين17: 10) ولذلك قال الرسول بولس "بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ" (عبرانيين 9: 22).
وتقديم الذبائح يفيد الاعتراف بالخطايا وباستحقاق الموت. وقد رسم الله لشعبه قديماً في سفر اللاويين أربعة أنواع رئيسية من الذبائح هي: المحرقة، وذبيحة الخطية، وذبيحة الإثم، وذبيحة السلامة. ومن الذبائح ما كانوا يضعون أياديهم على رؤوسها ويقرون بخطاياهم رمزاً لانتقال هذه الخطايا إلى الذبيحة قبل ذبحها. أما المحرقة فكانوا يضعون أيديهم على رأسها رمزا لانتقال براءتها إلى مقدم الذبيحة.
ولم تكن تلك الذبائح إلا رمزا لتقديم المسيح نفسه ذبيحة لله بحسب رسم المشورات الأزلية. ولذلك لما رأى يوحنا المعمدان المسيح مقبلاً إليه قال "هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا 1: 29). أما الذبائح في ذاتها فلم تكن ترفع خطايا "لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا. لِذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إلى الْعَالَمِ يَقُول ُ(المسيح): ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً لَمْ تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً... هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ... يَنْزِعُ الأول (أي الذبائح الحيوانية) لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ (أي ذبيحة المسيح). فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً" (عبرانيين 10: 4-10). ولذلك قال داود "لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى" (مزمور51: 6). وقال ميخا "بِمَ أَتَقَدَّمُ إلى الرَّبِّ... هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ...هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ... هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟" (ميخا 6: 6، 7).
الشروط الواجب توافرها في الفادي
1. لابد أن يكون الفادي إنساناً، ولذلك دعي المسيح "ابن الإنسان" و"الإنسان الثاني" و"آدم الأخير" لكي يستطيع أن يموت عن البشر ليفديهم.
2. يجب أن يكون هذا الإنسان باراً وكاملاً لأن الخاطىء لا يمكن أن يفدي الخاطىء لذلك مكتوب "الأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الإنسان فِدَاءً وَلاَ يُعْطِيَ اللهَ كَفَّارَةً عَنْهُ. وَكَرِيمَةٌ هِيَ فِدْيَةُ نُفُوسِهِمْ فَغَلِقَتْ إلى الدَّهْرِ" (مزمور 49: 7، 8). والمسيح له المجد مكتوب عنه أنه "لم يفعل خطية" و"لم يعرف خطية" و"ليس فيه خطية". وقد شهد ببره جميع أعدائه، حتى مسلمه يهوذا، والذي حكم عليه بيلاطس.
3. أن تكون قيمته أعظم من قيمة كل البشر معاً لأنه لا يفدي إنساناً واحداً بل ملايين المؤمنين في كل الأجيال. ولا يتوفر هذا الشرط إلا في المسيح الذي هو الله "الذي ظهر في الجسد".
4. أن يكون ملكاً لنفسه أي غير مخلوق، لأن كل مخلوق هو ملك لله خالقه ولا يمكن أن يقدم لله ما لا يملكه. ولا يتوفر هذا الشرط إلا في المسيح له المجد الذي هو الخالق. وقد قــال "لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أيضاً" (يوحنا 10: 18).
5. أن يكون قادراً وراغباً في تحمل قصاص خطايا كل البشر الذين ينوب عنهم. كما أنه يكون قادراً أن يعطي لمن يفديهم حياة روحية وطبيعة أدبية تتوافق مع الله.
وبناء عليه لا يمكن أن يكون الفادي إلا المسيح وحده الذي هو الله وإنسان معاً.(***)

قصة حب
استيقظت باكرا، في صباح أحد الأيام، ورحت أتأمل في شروق الشمس. يا له من منظرجميل، حقا يصعب عليّ وصفه. وبينما أنا جالس هناك ، أحسست بحضور الله معي.
وأحسست بصوته يسأل " هل تحبني ؟ فأجبته " بالطبع يا رب ! فأنت لي المخلص الوحيد. ومن لي سواك ...
لكنه عاد وسألني: لو كنت معوقا ، فهل ستبقى تحبني ؟ فأرتبكت . ونظرت لرجلي، وذراعي وباقي أجزاء جسمي، وتعجبت كم من الأشياء، كنت لن أستطيع عملها وقتها، الأشياء العادية التي أقوم بعملها من دون أي جهد أو فكر. وأجبت الله قائلا: أنه قد يكون صعبا يا سيد ، ولكني سأبقى أحبك.
ثم قال لى الرب: إذا كنت ضريرا ، فهل ستبقى تحبني ؟ ففكرت في كل الناس العميان في العالم وكيف أن كثير منهم ما زال يحب الله . وهكذا أجبت الرب قائلا: أنه من الصعب التفكير أو تصور ذلك ، ولكنني سأظل أحبك.
وهنا سألني الرب قائلا: وماذا لو كنت أصم ، فهل كنت ما زلت تصغي لكلمتي؟.
ففكرت كيف يمكن أن أصغي وأنا أصم ؟ ثم أدركت أن الإصغاء لكلمة الله ليس هو مجرد السمع بالإذن، بل بواسطة قلوبنا. وهكذا أجبت، أنه قد يكون عسيرا ، ولكنني سأظل احبك. وعاد الرب ليسألنى: ماذا لو كنت أخرس ، هل كنت ستبقى مسبحا لإسمي؟ ترى كيف يمكن للواحد أن يسبح بدون صوت؟ ثم خطر على بالي : إن الله يريدنا أن نسبح اسمه من أعماق قلوبنا ونفوسنا. وليس بألسنتنا فقط وبشفاهنا. وهكذا أجبت : مع أنه لن يمكننى الغناء ، ولكني سأبقى مسبحا لأسمك.
وهنا سألنى الله: هل حقيقة تحبني ؟ بشجاعة واعتناق قوي أجبت بجرأة :نعم يا سيد‍ أنا أحبك لأنك أنت الإله الحقيقي وحدك! معتقدا أنني أجدت في الإجابة ، ولكن الله سألني: إذن فلماذا أنت تخطئ ؟ فأجبت، لأننى مجرد إنسان . وأنا لست كاملا.
فقال الله : إذا لماذا تبتعد عني، عندما يكون كل شيء على ما يرام؟ ولماذا تصلي بجدية فقط في أوقات الشدة ؟
فلم أجد إجابة، غير الدموع .
واستمر الرب قائلا : لماذا ترنم فقط في الاجتماعات والخلوات؟ ولماذا تطلبني في وقت العبادة فقط؟ ولماذا تطلب ما لنفسك فقط؟ أشياء في غاية الأنانية؟ ولماذا تجلس ساعات مع أصحابك، لكنك تتعب لمجرد الجلوس معي دقائق... واستمرت الدموع تنهمر فوق وجنتيّ .
ثم تابع الرب قائلا... عندما تصادفك الصعاب، تلجأ الى الآخرين للمعونة، بينما أنتظرك أنا، لكنك لا تلتفت الي... ولماذا تخجل بي أمام رفاقك؟ حاولت أن أجيب ، فلم أجد إجابة أقدمها .
فتابع الرب حديثه معي، وكان صوته رقيقا وكله محبة وحنان، وقال لي: لقد باركتك، وقدمت لك كل ما عندي... لم أستحي بك ولا مرة... أنا أحبك يا ابني...لكن هل أنت تحبني حقا...؟
فلم أستطع أن أجيب . كيف لى بذلك؟ لقد خجلت أكثر مما تستطيع أن تعتقد . فأنا بلا عذر. ما الذي يمكنني أن أقول ؟
وعندما صرخ قلبي وسالت الدموع، قلت: من فضلك أغفر لي يا رب . فأنا لا أستحق أن أكون ابنا لك!
أجاب الرب، هذه هى نعمتي يا ابني.
فسألت: إذا لماذا استمررت تغفر لي ؟ لماذا انت تحبني هكذا ؟
أجاب الرب قائلا : لأنك ابني . وأنا لن أتخلى عنك . عندما تصرخ باكيا ، فأنا كلي حنان عليك وسأبكي معك . وعندما تصيح فرحا ، فأنا سأضحك معك . وعندما تكون محبطا ، سأشجعك . وعندما تسقط سأقيمك . وعندما تعيا سأحملك . أنا معك طول الأيام، وسأحبك للأبد .
لم أصرخ من قبل باكيا بشدة مثلما فعلت . كيف يمكننى أن أكون باردا هكذا ؟
كيف اجرح قلب الله مثلما قد فعلت ؟ !! وهنا سألت يسوع " كم تحبني يا رب ؟ "
فأجابنى يسوع " هكذا ." وعندها مد ذراعيه ومات على الصليب من أجلي ( ومن أجلك أيضا ! )
عندئذ، ركعت عند قدمي يسوع المسيح ، مخلصي وللمرة الأولى ، صليت بصدق . وقلت له أنا أحبك يا رب...

عقبات وحواجز
سألني أحد الأشخاص: ما هي برأيك الحواجز أو العقبات التي تحول دون أن يعرف أناس كثيرون يسوع المسيح معرفة حقيقية؟ فأجبته:
أخي العزيز أشكرك لأجل سؤالك المهم، فهناك عدة أسباب تجعل الإنسان بعيداً عن معرفة الرب يسوع ومنها.
أولا/ محبة العالم
شهوة العين مثل الناس الذين يحبوّن رؤية الأفلام الخلاعية وخاصة على الستالايت
شهوة الجسد مثل هيرودس (مرقس17:6-28)
تعظم المعيشة مثل الغني ( لوقا 19:16-31)
ثانيا/ محبة المال
مثل يهوذا الاسخريوطي والشاب الغني ( لوقا18:18-25)
ثالثا/ تأجيل الخلاص
مثل الوالي فيلكس ( أعمال 24:24-27)
أتباع فيلكس كثيرون، فهم يقولون يوم الله يعين الله، وهم لا يدركون إن ذلك سيكون يوم دينونتهم!!!
رابعاً/ عدم إدراك ما هي الأبدية سواء الأبدية مع الله أو الأبدية في الجحيم
هؤلاء لا يريدون أن يفكرون في مستقبلهم الأبدي لأن شعارهم ( لنأكل ونشرب لأننا غداً نموت) فهم يعيشون حياة أقرب للحيوان ( مزمور 20:49)
خامساً/ شعور الإنسان بحياة الاكتفاء الذاتي مثل الغني الغبي ( لوقا14:12-21)
سادساً/ الذهن الأعمى (2 كورنثوس4:4)
الذهن الأعمى هو الذي لا يدرك ما فعله المسيح على الصليب مثل الجماهير الذين كانوا يستهزئون على الرب يسوع عندما كان معلقا على الصليب.
سابعاً/ الإدعاء بأن الإيمان يؤدي للجنون
كان هذا رأي الحاكم فستوس فقال لبولس "أنت تهذي يا بولس. الكتب الكثيرة تحولك إلى الهذيان"( أعمال24:26) فكم من أشخاص لا يفتحون كتبهم المقدسة بهذه الحجة!!! هؤلاء يجيبهم بولس الرسول"لأننا إن صرنا مختلين فلله. أو كنا عاقلين فلكم"( 2 كورنثوس13:5)
ثامناً/ التدين الأعمى وتفضيل الطقوس الدينية على الإيمان الحقيقي مثل الفريسيين الذي كانوا يتمسكون بالطقوس ( مرقس 6:7-8)
تاسعاً/ الخوف من تعيير الناس مثل أبوي المولود الأعمى ( يوحنا 18:9-23)
عاشراً/ التمسك بالعلم الكاذب الاسم رسالة 2تيموثاوس20:6،21) مثل الفلاسفة والوجوديين
إحدى عشر/ عدم وجود الرغبة الحقيقية مثل الذين يؤمنون وقتيا وعقليا بالمسيح ( يوحنا30:8-59)
اثنا عشر / تفضيل الأمور السياسية على الخلاص المقدم من المسيح ( يوحنا46:11-48) .
ليت لسان كل واحد فينا يا رب أريد أن أطرح كل هذه العقبات ( أريد أن أرى يسوع ، أريد أن أعرفه معرفة شخصية، كالخلِ للخليل) لنراه بالإيمان معلقا على الصليب لأجل كل واحد منا، فنتوب توبة حقيقية ونتغنى جراح حبيبي غالية عليّ خلتني أكره كل خطية، وبذلك نتمتع بخلاصه العظيم ونستطيع أن نرى يسوع في مجده نراه مكللاً بالمجد والكرامة من أجل ألم الموت ولربنا كل المجد آمين.

نشرة الأخبار
Power on لجهاز التليفزيون ويؤكد العلماء أن هذه هى ثالث حالة إصابة بمرض الإلتهاب الرئوى الحاد (سارس)...
كان معكم أمجد سعيد مراسلكم من طوكيو
التحول إلى قناة أخرى
وتؤكد الإحصائيات عن وجود ملايين الحالات حول العالم مصابة بالإيدز و ... Power
offمن كثرة الرعب.
وغيرها عزيزى من نشرات الأخبار التى تخبرنا من حين لإخر عن مرض جديد لم يُكتشف له علاج بعد. و لكن يبدو إنها ليست ظاهرة حديثة فقد كان منذ الاف السنين مرض يُدعى البرص دعونا نعرف ماذا حدث لإحدى المرضى بهذا المرض كما وردت القصة فى إنجيل مرقس:
ولما نزل من الجبل تبعته جموع كثيرة. وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلاً: "يا سيد، إن أردت تقدر أن تُطهرني". فمد يسوع يده ولمسه قائلاً: "أريد فأطهر!".
وللوقت طهر برصه.
صديقى الغالى من أهم أعراض ذلك المرض هو تأكل أطراف الإنسان فقد تبدأ الأصابع فى التساقط أو الأنف أو أى جزء أخر، يالها من الآم جسدية مُبرحة أن يبدأ جسدك فى التأكل وأنت على قيد الحياة وما أشدها آلام نفسية من خجل المريض بهذا المرض من مواجهة المجتمع أو حتى من مواجهة أقرب الناس إليه.
وفى قصتنا لقد كان هذا الرجل المريض مُحطم لإنه كان يُعتبر فى الشريعة ليس فقط مريض ولكن نجس. لقد كانت الشريعة تُحرم على أى إنسان أن يلمس أبرص وكان عليه أن يسير فى الطرق وهو يصرخ أبرص .. أبرص حتى لا يصطدم به أحد.
إن المسيح يقدر أن يشفيك من أى مرض جسدى، مهما كان مرضك.
صديقى إذا كنت مريض بأمراض بسيطة أم خطيرة، الآن المسيح يشفيك إن وثقت فيه.إسمح لى أن أؤكد لك مهما كان المرض الله قادر أن يشفيك.
إن الخطية تفعل تماماً كما يفعل البرص فى الإنسان فهى تحطم جسده وتأكل مشاعره.
صديقى الغالى هل برص الخطية بدأ يدخل إليك ويأكل فيك؟ هل بدأت تشعر بأنك تتناقص يوماً فيوماً فى عيون الناس وفى عيون نفسك وأكثر فى عيون الله سبحانه من كثرة خطاياك؟ هل بدأت تشعر بأنك نجس وغير مقبول؟ هل بدأت خطايا كثيرة تتملك على حياتك؟ هل تشعر بتأنيب الضمير كل يوم بسبب خطاياك؟ تعالى الأن إلى المسيح كما فعل بطل قصتنا. تعالى بكل إتضاع وإقبل أن يشفيك المسيح إنها فرصة عمرك. المسيح الأن يُريد أن يشفيك من برص الخطية والشر ويُريد أن يجعلك إنسان جديد لا توجد فيه أعراض المرض. هو يقدر أن يخلق فيك الأن قلب جديد يكره الشر والخطية. إن أمنت الأن ووثقت فيه. هو الأن يُحررك من كل ذنوبك صلى معى الأن: يا سيدى المسيح إشفينى من مرضى الجسدى انت تعلم مدى آلمى . إشفى أيضاً روحى يا رب لقد بدأت الخطية تأكلنى لقد أصبحت فريسة للشيطان لقد مرّر الشيطان حياتى من خلال وعوده الكاذبة بالمتعة ولكنى أفعل الشر ولا أجد أى متعة. أتى إليك الأن.
حررنى يا رب. من فضلك غيّر قلبى طهرنى من كل شرورى وأثامى. أتى الأن وأضع شبابى أمامك. أجعلنى أحيا طاهراً وسط عالم مملوء بالنجاسة ... أثق فى حبك وقدرتك ....
أمين

لا تبكى
الأم : يا إبنى أرجوك أحتاج إلى الهدوء كفاك لعب .

الولد: أمى دعينى مع اصحابى إننا نلعب المساكة ( الأستغماية ) الأم : أه لو لم أكن أحبك . فأنت ما تبقى لى من المرحوم أبوك . إلعب كما شئت.
وبعد مرور عدة سنوات كبر الإبن وصار يعمل ويأتى بالأموال إلى أمه.
الأم : حمداً لله على سلامتك يا إبنى سوف أحضر العشاء لك.
الإبن : لا يا أمى أحتاج ان أنام أكثر من أن أكل.
الأم : ماذا بك يا إبنى ... ياه درجة حرارتك مرتفعة. الإبن : أه ... أه ... يا أمى.
وبعد وقت من التنقل بين الأطباء ؛؛؛ دعنا عزيزى لا نستعجل النهاية دعنا نقرا القصة كما وردت فى إنجيل ( لوقا 7 : 11-17 ) :
(( و في اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين و ذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير 12فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه و هي ارملة ومعها جمع كثير من المدينة 13 فلما راها الرب تحنن عليها و قال لها لا تبكي 14 ثم تقدم و لمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم 15 فجلس الميت وابتدا يتكلم فدفعه الى امه ))
صديقى لقد كان هذا الولد ينمو يوماً فيوماً أمام عيون أبيه وأمه وفجأة مات أبيه وحزنت الأم جداً ولكن هناك أمل فلقد إعتقدت أن إبنها سوف يحل محل زوجها وسوف يكون فى المستقبل رجل البيت لقد كانت تضع كل ثقتها وأمانها فيه و لكنه مات.
أخى العزيز هل العمر يمر بك يوماً وراء يوماً وأنت تتكل على امان معين؟ هل أمانك فى أمور تظن أنها سوف تبقى؟ هل أمانك فى التخرج وإنهاء الدراسة؟ هل أمانك فى المال والغنى؟ هل أمانك فى الأصدقاء الذين حولك؟ هل أمانك فى علاقة عاطفية تظن أنه بدونها سوف تنتهى حياتك؟ إعلم أخي الحبيب أنه لا شىء فى هذه الدنيا يدوم
قد تفكر مثلما فكرت السيدة الأرملة فى قصتنا أن المستقبل مضمون نتيجة شىء معين إحذر ففى أى لحظة يمكن أن ينتهى هذا الضمان الغير مضمون أو قد يكون بدأ ينتهى فعلاً.
صديقى هل تشعر بالموت بدأ يدخل إلى حياتك؟ هل تشعر أن كل شىء ينتهى المال العلاقات ......؟ أنت تحتاج فقط إلى السيد المسيح إنه الأن يأتي إليك وأنت تقرأ هذه الكلمات إنه يُريد أن يُقيمك من موت الخطية والإدمان والعلاقات الشريرة ومحبة المال ....
مهما كانت حالتك حتى لو كنت ترى نفسك محمولاً على نعش الضياع والخطية والشر أصرخ الأن إليه إنه يحبك إنه ما زال يرى فيك الحياة بدل الموت.
صديقى صلي الآن معى هذه الصلاة :
يا سيدى المسيح أتي إليك بكل شر فى قلبى بكل ما صنعه الشيطان فى حياتي من موت ذو رائحة كريهة أصرخ إليك يارب .. من فضلك أنقذني مد يدك لي أثق فى أنك تقيمني من الموت حررني من كل خطية إجعلني إبنك ... أمين

هل حقاً تجسد الإله
هل حقاً تجسد الإله ونزل من السماء في صورة البشر مُتخذاً لنفسه جسداً إنسانياً؟
إن الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون هو انهم ينظرون للسيد المسيح بإعتبار أنه إنسان صالح عادي مثل باقي البشر قد جعله المسيحيين إلهاً. ولكن الحقيقة هي أن المسيحيين أبرياء تماماً من هذه التهمة لأنه حاشا للإنسان أن يصير إلهاً، فهذا منتهى الكفر والإلحاد.
يقول الإنجيل المقدس والكلمة (الأبن) صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً، كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقاً (يوحنا 1 : 14).
عزيزي إذا نظرنا بعين الإيمان لما يُعلنه الإنجيل أن الله المُحب الغفور والرحيم، وقد تواضع جداً لأنه قادر على كل شئ وأخذ جسداً إنسانياً ليحمل فيه كل عقوبة الخطيئة ويدفع ثمن خطايانا وآثامنا أمام عدالة السماء، عندئذ يكون الأمر مقبولاً جداً حتى وإن كان فوق إدراك عقولنا، دعني أوضح لك هذه الحقيقة بهذه القصة الرمزية المعبرة:
كان الأخ الأكبر يُحب أخاه الأصغر محبة قوية بكل إخلاص وعمق، كما أنه يعيش تلك الحياة المملؤة بالنقاء والطهر والصفاء على العكس من أخيه الأصغر الذي انحرف مع أصدقاء السوء لإرتكاب كل شر وفعل رذيلة، وفي يوم من الأيام قاده إنحرافه لإرتكاب جريمة بشعة عندما طعن أحد الأثرياء بسكين حاد ليسرق كل ما في جيبه ولكن دماء الثري تناثرت على ثياب الأخ الأصغر فلطختها، ففر هارباً إلى أخيه الأكبر ليجد فيه الحماية والنجاة حاملاً على ثيابه برهان شره وجريمته ولكن لم تمضي دقائق حتى سمعا صوت طرقات شديدة تدق على الباب "إفتح بوليس" ولكن الأخ الأكبردون تردد خلع ثيابه التي تحمل العفة والبراءة وقدمها لأخيه ثم ارتدى ثياب أخيه الملطخة بالدماء التي تحمل كل برهان على الجرم والقتل ليضع نفسه بين يدي العدالة والقانون عوضاً عن أخيه المذنب.
نعم لقد خرج المتهم بريئاً وصار البرئ متهماً
ألم يكن هذا تعبيراً عما فعله يسوع المسيح، لأجل الجبلة البشرية الساقطة، فلقد جاء إلى عالمنا ليأخذ مكاننا أمام عدالة الحق الإلهي.
وهذا ما يقوله الرسول بولس عن مجيء المسيح إلى العالم"لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني." "(غلاطية 4 :4) هذه حقيقة فالتجسد لم يكن غاية قصد بها الله أن يظهر ويثبت تواضعه، لكنه كان وسيلة لأعظم وأشرف غاية في الوجود ألا وهي دفع ثمن خطايانا في جسد المسيح المائت على الصليب لُيطلقنا أحراراً من قيود الخطية وأجرتها ودينونتها.
نعم يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلبي عن السيد المسيح "الذي إذ كان في صورة الله يحسب خلسة أن يكون مُعادلاً لله (أي أن معادلة الله لا تعد اختلاساً أو سلباً لحق من حقوق الله) لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس وإذا وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فيلبي 2 : 6- 8)

لا تذبح …قد ذُبِحَ
قبل عدة سنوات في الباكستان، كان أحد الأشخاص يسمع خطبة يوم الجمعة بمناسبة عيد الأضحى، وكانت الخطبة تدور عن أبينا إبراهيم عندما قدم ابنه قربان على المذبح، لكن الله فداه بذبح عظيم،وعندما عاد الرجل للبيت، قال لزوجته خذي طفلنا الصغير ودعيه يستحم، وألبسيه الرداء الأبيض ( دشداشة بيضاء)، ثم أخذ ابنه الغالي دون علم أمّه، واخذ سكينا وذبح ابنه. وعندما استجوبوه قال أنا فعلت كما فعل أبونا إبراهيم. كان ذلك الرجل مخلصاً لله لكن دون أن يدرك حقائق عظيمة مخفيـّه عنه، فهو لم يفهم ما معنى إن الله أوجد الذبيحة التي نابت عن ابن إبراهيم أي الكبش، ولم يدرك إن إبراهيم فهم إن الله له خطة رائعة لفداء البشرية، لقد تهلل إبراهيم ورأى بعين الإيمان إن الله سيرسل المسيح فادياً، هذا الأمر الذي لم يفهمه اليهود أيضاً عندما قال المسيح لهم :أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح" ( يوحنا 56:8)
لا يستطيع الإنسان أن يقدم كفارة عن نفسه، لأن ثمن الإنسان أغلى جداً من ثمن الخروف المذبوح، لكن ذبح الخرفان في الماضي كان رمزا للفادي العظيم الآتي وقد أتى من ضحى بنفسه يسوع الذي قيل عنه"هوذا حَمَلُ الله الذي يرفع خطية العالم"
ذبـِحَ المسيح وقدم نفسه قربانا لله وكفارة لخطايانا، فلا حاجة أن نمسك السكين ونفتش عن ذبيحة لنقدمها لا من الخرفان ولا من البشر!!!! لكن ليكون لنا نظرة الفرح كما فرح إبراهيم بقيامة ابنه من المذبح، فلنفرح بالمسيح الفادي المُقام من الأموات وكما آمن إبراهيم بالفادي المُخلـّص، لنؤمن نحن أيضاً بالفادي الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثمٍ، فهو الذي قَبِلَ أن يذبح عوضا عناً ،يسوع الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه الكريم.
الله أثبت لنا محبته، إذ ونحن بعد خاطئين مات المسيح عوضاً عنا
عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى…بل بدم كريم كما من حملٍ بلا عيب ولا دنس دم المسيح
دعاء:يا أيها الذبيح حمل الله يسوع المسيح، يا من قدمت نفسك كفارة لخطاياي، حتى انفجر قلبك وخرج دم غزير من جنبك، استرني بدمك وباركني بغفرانك وفرحني بخلاصك باسم يسوع أصلّي.
آمين

العمل
صديقي ..كل منا يمر بمراحل في حياته، و في كل مرحلة يكون عليه دور ليقوم به ...
فالله خلق كل انسان لغرض مُحدد و ليقوم بدور في المجتمع الذي يعيش فيه.
فالانسان ليس مجرد كائن حيّ يعيش كباقي المخلوقات، و لكنه مخلوق عاقل يعيش لهدف .. قادر على التفكير و الانتاج .
و العمل ... وسيلة وضعها الله في حياة الانسان ليشعر بأهميته و قيمته، فالعمل بجانب أنه وسيلة لكسب العيش فهو أيضاً مصدر للمتعة و السعادة.
نتدارج مقولة شائعة عن العمل، و هي " العمل عبادة " و قد يكون المقصود بها التحفيز على العمل .. و لنا هنا تعليق فالعمل ليس معبود "حاشا أن يكون إله" و لكنه طريقة من طرق كثيرة لعبادة الله الواحد و ذلك من خلال الأمانة فيه و العلاقات الطيبة مع الزملاء و المرؤسين والطرق الشريفة في انجازه، فالعمل عبادة لأن فيه يظهر عمق العلاقة بالله، و أيضاً تظهرقدر مخافة الله في حياة كل منا.
ندعوك صديقي .. أن تفحص أعماقك .. هل أنت مُجتهد في عملك ؟ هل تخاف الله فيه ؟
ما مقدار أهتمامك بعملك ؟ هل أنت متراخِ أم أنك تعمل باجتهاد ؟
- نشجعك خلال هذا الأسبوع أن تجتهد في عملك ( أو دراستك – أو لربات البيوت ندعوكِ أن تجتهدي في ما تقومي به بفرح ) فالرخاوة لا تمسك صيداً أما ثروة الأنسان الكريمة فهي الاجتهاد.
- نشجعك أيضاً أن تدعو الله .. لُيبارك في رزقك ، و يكافئك على أمانتك في عملك .. فلكل مُجتهد نصيب ..و قد سبق الملك الحكيم سليمان وقال : " يد المجتهدين تسود "
- أطلب من الله أن يعطيك أفكاراً و طرقاً مبتكرة لعملك لتجعلك مُتميز في ما تقوم به .
و نحن ندعوك :
كل ما تجده يديك لتفعله فافعله بكل قوتك...

السماء
عندما كنت صبيا كنت عادة افكر فى السماء على أنها المدينة الذهبية المجيدة ، ذات الجدران الماسية ، والبوابات اللؤلؤية ، وليس بها أحد ، غير الملائكة بالطبع ، وجميعهم غرباء عنى . ولكن بعد فترة مات أخى ألصغير ، وعندئذ فكرت فى السماء على أنها تلك المدينة الكبيرة المليئة بالملائكة ، ولكن بها صغير واحد فقط أنا معتادعليه ، وهو الوحيد هناك الذى أعرفه ، فى هذا الوقت .
ثم توفى أخ آخر وأصبح لى هناك فى السماء اثنين ممن أعرفهم . ثم بدأ معارفى ينتقلون، وهكذا عدد أصدقائى فى السماء بدأ يزيد طيلة الوقت . ولكن لم يبدأ فى داخلى شغف بالسماء إلا بعد وفاة واحد من أطفالى الصغار .
ثم ذهب ثان ، وثالث ورابع ، وهكذا كثير من أصدقائى وأحبائى ذهبوا الى هناك ، حتى بدا أن معارفى فى السماء أصبحوا أكثر منهم فى الأرض . والآن حينما أفكر فى السماء ، لم تعد هى مجرد الذهب واللآلئ ، والماسات التى كنت أفكر فيها ، ولكنها الأحباء الذين هناك .
إنه ليس المكان قدر الصحبة التى تجعل السماء بديعة .
" في بيت ابي منازل كثيرة و الا فاني كنت قد قلت لكم انا امضي لاعد لكم مكانا. و ان مضيت و اعددت لكم مكانا اتي ايضا و اخذكم الي حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا ( يوحنا 14 : 1 – 2 ) " .

مركبات بدون عجلات
هل رأيت ذات مرة أشخاصاً يقودون مركباتهم بلا عجلات؟!!
إذا افترضنا أن أحداً ما فعل ذلك، فهذا دليل على إصراره لقيادة مركبة محطمة وعدم رغبته التخلي عنها، فهو يعاند القوانين الطبيعية للحركة. ويعارض قوانين السير الصحيح.
تعالوا نقرأ القصة القديمة الجديدة عن أناس قادوا مركباتهم بلا عجلات!!!!
"ومد موسى يده على البحر. فأجرى الرب البحر بريحٍ شرقيةٍ شديدةٍ كل الليل وجعل البحر يابسة وانشق الماء. فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم. وتبعهم المصريون ودخلوا وراءهم. جميع خيل فرعون ومركباته وفرسانه إلى وسط البحر. وكان في هزيع الصبح أن الرب أشرف على عسكر المصريين في عمود النار والسحاب وأزعج عسكر المصريين. وخلع بَكَرَ مركباتهم حتى ساقوها بثقلةٍ…" ( خروج 21:14-25).
لقد خلع الله عجلات مركبات فرعون، وذلك لكي يجعل الجيش يترك كل شيء ويرجع حيث أتى، لكن إصرارهم على مواصلة الطريق جعلهم يسوقونها بثقل، تخيل هذا المنظر عربات بلا عجلات تسير في قاع البحر اليابس، لأبد أن الفرسان قسوا جداً على الخيول لكي يجعلوها تجر المركبات، يا لها من قساوة قلب، لقد رأوا ماء البحر منشق أمامهم كسورين وقد علموا أنه في أي لحظة يرجع ماء البحر عليهم ويغطيهم، لقد رأوا قضاء الله الوشيك عليهم أمام عيونهم ومع ذلك كانوا مُصريّن على الاستمرار في طريق الانتقام. وعندما أرادوا الهرب اكتشفوا أنهم متأخرين وذهبت عنهم فرصة النجاة، وهذا جعل نهايتهم تكون في أعماق البحر، لقد غاصوا كالرصاص .
والحادثة تتكرر منذ ذلك الوقت ليومنا هذا، ألا يوجد كثير من الناس يقودون عجلة حياتهم بكل ثقل ومشقة؟ وعندما يريدون الهروب من الدينونة القادمة يحاولون الهروب …. بينما هم يظنون إنهم هاربون، فيفاجئون في النهاية إنهم هاربون للقاء الدينونة!!! فهم أضداد الله رغم إنهم عرفوا من هو الله، الله يريد أن يوقفهم لكي يعرفوا حقيقية أنفسهم ويرجعوا عن طرقهم الرديئة، ولكن مع ذلك يسيرون بحياتهم المحطمة في ذات طريق فرعون طريق تقسي القلب رغم إنذارات الله المتكررة.
الله يكلمهم من خلال الطبيعة، من خلال الزلازل والكوارث، ولكن مع ذلك تجدهم يصرون على قيادة حياتهم في طريق الشر والخطية.
رغم أنّ بلدان كثيرة ضُرِبت بالزلازل لكن الناس الباقين كانوا يستمتعون برؤية الأفلام الإباحية‍‍‍، وبينما الناس تخرج وتدخل في مآسي باستمرار، لكن في قمة مآسيهم يريدون أن يتمتعوا بالخطية في كافة أشكالها!!!، أ ليس هذا معنى إنّ الإنسان يقود مركبة حياته بلا عجلات أي يعيش حياته بمشقة الخطية، وبضمير مثقّل بالآثام ويسلك بمشورات عناد قلبه الشرير، ويصّر على تكميل طريق نهايته بحيرة متقدة بنارٍ وكبريت؟؟؟
أخي..أختي عندما يخلع الله عجلة حياتك،عندما يوقف الله دورانك حول نفسك في حلقة مفرغة في حياة روتين قاتل، فهو يريد أن يوقفك من المضيّ قـُدما في طريق الهلاك، إنه يريد أن يهديك الطريق الصالح فتسير به آمنا وتجد راحة لنفسك. الله يريد أن يخرجك من مركبة حياتك المحطمة لكي يقودك في موكب نصرته.انه يريد أن يخرجك من العبودية القاسية وينشف كل بحار المخاوف أمامك فتصل إلى شاطئ الأمان بسلام وفرح وترنّم.

قف وانظر خلاص الرب
نعم إن خلاص الرب هو خلاص كامل ومضمون لأنّ يسوع المسيح سفك دمه الكريم، وعندما تحتمي بالإيمان بدم ابن الله تعبر عنك الدينونة فيخلّصك من عبودية الخطية القاسية ويسير معك طول الطريق ويعبّرك بسلام في بحر هذا العالم إلى أن تصل بر الأمان ولا يستطيع فرعون أي الشيطان أن يلحق بك.
قال كبير المعاندين عندما خلع الله عجلة كبريائه"صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" قال ذلك لأنه لم يكن معانداً دعوة المسيح لخلاصه.

الصليب
لماذا لا يمكن لأي إنسان آخر أن يفدينا؟ ما هي قيمة الصليب عند المسيحيين، ولماذا يعلقونه في بيوتهم وصدورهم؟
بالنسبة للسؤال الأول: إنه من المستحيل أن يقوم إنسان مثلنا بفدائنا، فكيف يستطيع مديون أن يسدد دين مديون آخر، عليه أولاً أن يسد دينه قبل التفكير في دفع دين شخص آخر. وكذلك كيف يدفع إنسان خاطيء ثمن خطيئة أخيه الإنسان؟ إنه يحتاج هو أولا أن يدفع ثمن خطيئته. وهذا أيضا ينطبق على الأنبياء. اسمع ماذا يقول داود النبي: "لا يقدر أحد أبدا أن يفتدي أخاه أو يقدم لله كفارة عنه لأن فدية النفوس باهظة يتعذر دفعها مدى الحياة" (مز 7:49،8). حتى أن أيوب نفسه يبحث عن إجابات لأشياء مثل هذه فيتساءل: "كيف يتبرر الإنسان أمام الله؟ إن شاء المرء أن يتحاجَّ (يجاوب) معه، فإنه يعجز عن الإجابة عن واحد من ألف" (أيوب 2:9،3).
وقد قال الإنجيل عن جميع البشر: لأن الجميع أخطأوا وهم عاجزون عن بلوغ ما يمجد الله" (روما 23:3). لقد بحث الإنسان عن وسائل كثيرة للفداء وغفران الخطيئة ولكنها كانت غير كافية ومؤقته.
عندما فشل الإنسان كان عند الله الحل، وقد أعلن لنا هذا الحل في الإنجيل وهو:
مجيء السيد المسيح لفدائنا وأن يموت على الصليب بدلاً عنا ليمنحنا غفران الخطايا. لهذا ولد السيد المسيح بدون تدخل بشري (بدون أب) حتى لا يرث الخطيئة مثلنا. وكذلك عاش السيد المسيح حياة خالية من الخطيئة وقد قال: "من منكم يثبت عليّ خطيئة؟" (يوحنا 46:8). ولهذا فالشخص الوحيد الكامل الذي يستطيع أن يدفع ثمن الخطيئة هو شخص المسيح. "ولأن أجرة (ثمن) الخطيئة هي الموت" (روما 23:6)، لهذا كان يلزم على المسيح أن يموت. وكانت وسيلة الموت هي الصليب. فالمسيح تكلّم مرّات كثيرة مع تلاميذه عن هذا العمل، وعن الآلام التي ستقابله، والصليب والفداء، ولكنهم لم يفهموا. وعندما جاء الوقت ذهب المسيح طواعية إلى الصليب ولم يهرب. (قال يسوع للوالي الروماني الذي حاكمه: "لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي" (يوحنا 37:18). قال يسوع لتلميذه بطرس عندما استخدم السيف "رد سيفك إلى مكانه... أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟ فكيف تُكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون؟" (متى 52:26،53). ومعنى العبارة الأخيرة أن كل النبوآت عن موت المسيح الكفاري ينبغي أن تتمّ. وهناك نبوآت كثيرة قبل مجيء المسيح بمئات السنين كلّها تمّت حرفيا في الصليب وفي عمل المسيح الفدائي.
الصليب ليس مجرّد علامة مصنوعة من خشب أو ذهب أو فضة تعلّق على الصدور ولكن خطة الله لفداء الإنسان من خلال موت المسيح وقيامته. بهذا جميع ديون الإنسان قد سددت وله الحرية الآن أن يأتي إلى الله لأن الطريق أصبح مفتوحا أمامه.
لهذا يفتخر المسيحييون بهذا العمل الذي يُعبّر عن مدى محبة الله لجميع البشر.
لهذا يقول الرسول "لأن البشارة بالصليب جهالة عند الهالكين ,أما عندنا نحن المُخلّصين فهي قدرة الله" (1كور 8:1). لهذا موت المسيح لم يكن من ضعف، بل كان هذا حسب مشيئة الله وخطته المرسومة لنا.

ابن الله
ماذا يؤمن المسيحيون عن الله؟ وماذا يعني المسيح ابن الله؟ هل يؤمنون بأن لله ابن؟
إن الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، يُعلن أن الله واحد: "... الرب إلهنا رب واحد" تثنية 4:6 . وعندما كان الرسول بولس في أثينا ووجد أنهم يعبدون آلهة كثيرة، نادى لهم بالإله الواحد ونهاهم عن عبادة الأصنام. وقال عن الله: "...
فبهذا الإله الذي تعبدونه ولا تعرفونه، أنا أبشركم. إنه الله الذي خلق الكون وكل ما فيه وهو الذي لا يسكن في معابد بنتها أيدي البشر لأنه رب السماء والأرض...." أعمال 22:17ـ31 . إذن لا يوجد أي شك في أن الكتاب المقدس يُعلم أن الله هو إله واحد، وهذا ما يؤمن به كل مسيحي حقيقي.
أما عن الجزء الثاني من السؤال فمن المؤكد أن المقصود بهذه العبارة ليس كما يظن البعض وهو أن الله تعالى اتخذ من مريم زوجة وأنجب منها المسيح، حاشا وكلا. فالله روح، وفقا لتعليم المسيح نفسه، فكيف يمكن أن تنسب إليه تعالى أعمالا بشرية جسدية‍؟ إن المسيح كما يوضح الإنجيل المقدس، كائن قبل أن يولد من العذراء مريم. و كلمة الله الأزلي الكائن منذ البدء مع الله.
لقد أطلق على السيد المسيح عدة ألقاب منها: ابن الله، وابن الإنسان، إلى غير ذلك... فدعني أسألك، هل للمسيح أب بشري؟ جميع الكتب تقول لا. إذن، كيف ندعوه ابن الإنسان؟ هذه العبارة لا تستعمل بالمعنى الحرفي. بكل بساطة تعني "كان للمسيح طبيعة إنسانية"، كان له جسد كأي إنسان آخر. إذن التفسير المنطقي لقولنا "ابن الله" يعني: "ذاك الذي له طبيعة الله".
دعني أعطيك مثلا آخر: نستطيع أن نقول بيرم التونسي (شاعر تونسي مشهور) فهل هذا يعني أن أبوه تونس (البلد) أو أن تونس تزوجت وأنجب بيرم؟ أم نقول أن بيرم من تونس؟ وكذلك يمكن القول عن بيرم أنه ابن تونس إذ نقصد نفس المعنى. فهو تعبير مجاز في اللغة العربية. وما نقصده هو أن المسيح ليس له أب أرضي بل من عند الله لذلك يقول عنه الكتاب "ابن الله" نظراً لطبيعته.
إذن المقصود بعبارة "ابن الله" هو أن للمسيح طبيعة الله وصفاته. وتسميه "ابن الله" لم يطلقها على المسيح تلاميذه بل الله ذاته: "... وتعمد (يسوع) في نهر الأردن على يد يوحنا. وحالما صعد من الماء، رأى السماوات قد انفتحت، والروح القدس هابطا عليه كأنه حمامة، وإذا صوت من السماوات يقول: أنت ابني الحبيب، بك سررت كل سرور‍" مرقس 9:1ـ11 . وقد شهد عنه يوحنا بن زكريا (يحي بن زكريا) قائلا: "إنه هو من السماء ولذلك فهو متقدم على الجميع. وهو يشهد بما سمع ورأى ولا أحد يقبل شهادته: على أن الذي يقبل شهادته يُصادق على أن الله حق. (يوحنا 31:3ـ33).
إن أقوال المسيح وأعماله ومعجزاته وحياته الخالية من ظل أية خطيئة كلها تؤكد الوهيته الحقيقية وهي أنه ليس مجرد نبي أو رسول، بل هو "ابن الله" الذي تجسد وتمم بموته الكفاري وبقيامته المجيدة الفداء لكل من يقبله رباً ومخلصاً.

يسوع الحنّان
لم يكن ذلك اليوم من أفضل الأيام في حياة يسوع. كان قد تلقّى في الصباح خبر مقتل يوحنا المعمدان، إذ كان هيرودس قد قطع رأس يوحنا المعمدان وسلّمه على طبق الى إبنة هيروديا.
حزن الرب يسوع، ويقول الكتاب المقدس أنه بعدما سمع الخبر إنصرف في سفينة الى موضع خلاء منفردا. لم يرد أن يرى إنسانا، أو أن يكلم أحدا. نعم لا بدّ أن موت يوحنا المعمدان أحزنه كثيرا...
لكن لم يتسنى ليسوع أن يجلس كثيرا وحده. إذ ما لبث أن سمع الجموع عن مكانه، حتى أتوا اليه مشاة من كل المدن المجاورة. خرج يسوع من السفينة ونظر الجموع التي كانت تنتظره. كانوا كثيرين، خمسة الآف رجل ما عدا النساء والأولاد. لم يتأفف يسوع، لم يتذمر. لم يناجي الآب قائلا: أما يتاح لي أن أرتاح قليلا... وأنت تعلم حزني وتعبي...
لم يوصي تلاميذه أن يصرفوا الجموع قائلين: المعلم متعب اليوم... تعالوا غدا... كلا... لم يفعل ذلك، مع أنه كان له مطلق الحرية والمقدرة أن يفعل ذلك.
بل يقول لنا الكتاب المقدس أما يسوع فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. ومكتوب أيضا أنه تحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدأ يعلمهم كثيرا.
إن الكلمة الجوهرية هنا هي تحنن... عندما رأى الرب يسوع الجموع عرف أحالهم وفحص قلوبهم ونظر في أعماق عيونهم، تحرّك قلبه، قلب الراعي الأعظم. وضع يسوع تعبه وحزنه جانبا، واهتم بالخراف التي لا راع لها.
إهتم بهم روحيا وجسديا. علّمهم، ولكنه أيضا شفى مرضاهم. وعندما صار المساء، أشفق يسوع على الجمع لأنهم كانوا لم يأكلوا بعد. فأخذ 5 خبزات وسمكتين، وباركهم وأطعم الجمع كله، وبقي...
أخي وأختي، إن يسوع الحنّان هو هو أمسا واليوم والى الأبد. إن يسوع ، وإن كان حزينا وتعبا، أشفق على الآلاف، فسدّ إحتياجاتهم الجسدية والروحية. إن الرب يسوع الآن جالس في يمين العظمة في الأعالي، لكنه يشتاق أن يسمع صلاتك، يشتاق الى جلسة معك. يشتاق أن يراك قد تركت إهتماماتك وامورك الأخرى، وخرجت منفردا اليه لكي تكلمه ويكلمك.
إن الرب يسوع ينتظرك لكي تخبره عن مخاوفك، عن أحزانك، وعن تلك الأمور الأخرى التي أنت متأكد أن لا أحد سيفهمك فيها.
لكن كما ترك هؤلاء الآلاف بيوتهم ومدنهم ليخرجوا الى يسوع، هكذا أنت أيضا عليك أن تخرج روحيا للقائه. أترك أمور الدنيا واهتمامات العالم. أعط ليسوع وقتا من يومك. لا تخجل أن تعرض عليه أسئلتك أو طلباتك، إن كانت صغيرة أم كبيرة، فإن أمورك الصغيرة ليست تافهة بالنسبة ليسوع، وأمورك الكبيرة ليست بمستحيلة عليه.

من هو يسوع المسيح؟
عندما كان السيد المسيح يتمشى على أرضنا يجول يصنع خيراً ويشفي جميع المُتسلط عليهم إبليس، كانت تتبعه جماهير غفيرة ممن إمتلأت أجسادهم بالأمراض المُستعصية طالبين الشفاء. لقد رأوا بعيونهم تلك المعجزات الفريدة للسيد المسيح وسلطانه العجيب على نفوس الناس بل وأيضاً على الطبيعة وعلى الأرواح الشريرة.
كان التساؤل الذي يملأ قلوب وأفكار الجميع: من هو هذا؟
لقد أرسل النبي يوحنا المعمدان وهو في داخل السجن تلميذين من تلاميذه قائلاً للسيد المسيح، أنت هو الآتي أم ننتظر أخر؟ فأجابهم السيد المسيح قائلاً اذهبا واخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما، إن العمي يُبصرون والعُرج يمشون والبُرص يُطهرون والصم يسمعون، والموتى يقومون والمساكين يُبشرون وطوبى لمن لا يعثُر فيّ. (لوقا 7 :22-23)
لقد إنفرد يسوع المسيح بتلاميذه يوماً ثم سألهم قائلاً من يقول الناس إني أنا؟
فقالوا قوم"يوحنا المعمدان" وآخرون "إيليا" وآخرون قالوا"أرميا" أو واحد من الأنبياء، وقال لهم"وأنتم من تقولون إني أنا؟"
نعم، لقد تحيرت الجموع من هو يسوع؟
أما الرسول بطرس الذي كشف له الله هذا السر فقال" أنت هو المسيح إبن الله الحي" (متى16:16)
هذا عزيزي القارئ يقودنا إلى السؤال الهام الذي يتردد في أفكار الكثيرين:
ما معنى القول أن المسيح هو إبن الله؟ وهل الله يلد أم يولد أو يكون له "إبن"؟
إن عمق المشكلة هنا هي إتجاه الفكر بسرعة إلى موضوع التناسل والولادة الجسدية ولكن يجب أن نستبعد من أذهاننا تماماً هذه الفكرة، لأن الله روح وبنوة المسيح هي بنوة روحية من كل الوجوه، ولا يمكن لأي مسيحي أن يقبل فكرة أن المسيح الإبن قد ولد من الآب عن طريق التناسل الطبيعي من مريم العذراء.
لكن بنوة المسيح للآب بنوة فريدة تدل على المحبة والمقام والمعادلة للآب وهي تعني الوحدة بين الآب والإبن مع المساواة في الجوهر واللاهوت وينبغي أن نلاحظ أن كلمة "إبن الله" هي إسم المسيح الشخصي وليست صفة من صفاته. ولقد تكررت كلمة الإبن أكثر من خمسين مرة في الإنجيل المقدس.

صلوا بلا إنقطاع
صديقى الغالى
هل تعمل محامى؟ هل تدرس الحقوق؟ هل تعرضت لموقف وقفت فيه أمام القضاء أو حتى سمعت فيه عن شخص رفع دعوى قضائية ووقف فى ساحات القضاء؟ إذا كنت كذلك فأنت بالتأكيد قد سمعت المثل القائل" المحاكم حبالها طويلة" ولكن دعنا نرى معاً كيف أن السيد المسيح يعلمنا مثلاً عظيماً من خلال القضاء. إسمح لى أن أقرأ القصة كاملة كما وردت فى إنجيل لوقا 18 : 1 _ 8
((و قال لهم ايضا مثلاً في انه ينبغي أن يصلى كل حين و لا يُمل قائلا كان في مدينة قاض لا يخاف الله و لا يهاب انساناً و كان في تلك المدينة أرملة و كانت تأتي إليه قائلة إنصفني من خصمي و كان لا يشاء إلى زمان و لكن بعد ذلك قال في نفسه و إن كُنت لا أخاف الله و لا أهاب انساناً فإني لإجل أن هذه الأرملة تزعجني أُنصفها لئلا تأتي دائما فتقمعني و قال الرب اسمعوا ما يقول قاضي الظلم أفلا يُنصف الله مختاريه الصارخين اليه نهاراً و ليلاً و هو متمهل عليهم اقول لكم انه ينصفهم سريعا و لكن متى جاء إبن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الارض)) .
يا له من قاض ظالم لقد كان لا يهاب أحد وقد يصح القول بأنه كان يستغل وظيفته وسلطانه ويا سوء حظ تلك الأرملة المسكينة التى جائت قضيتها مع هذا الشخص الظالم وظل لا يحكم ويفصل فى دعواها وفى يوم بدأ الملل يصيبه من كثرة لجاجةالمرأة فحدثت المعجزة و قرر أن ينصفها.
صديقى الغالى هل عندك مشاكل فى حياتك تدعو وتطلب من الله أن يحلها؟ هل عندك مرض صعب أو عند أحد معارفك وطلبت كثيراً من الله أن يشفيه؟ قد تكون محتاج إلى المال لمعيشتك اليومية و لا تجده؟ هل تعانى من عادات شريرة تحاول التخلص منها منذ فترة طويلة وفشلت؟ هل من زمن بعيد تطلب من الله أن يهدى أهل بيتك إلى طريقه ولم ترى أى إستجابه؟
اليوم مهما كان الأمر فإن الله لا يعثر عليه أبداً أن يصنع معجزة فى حياتك. قد ينتظر الله على طلبتك لإجل خيرك الذى لا تعرفه أنت ولكن أدعوك اليوم أن تُجدد دعوتك إ لى السيد المسيح هو يستطيع أن يخلصك و يحررك من خطاياك التى أصبحت عادات ويُغيرك ويشفيك ويسدد إحتياجاتك. لا يقف أمامه أبداً أى شىء. قد تكون هى المرة الثالثة.. الرابعة.. إلخ التى طلبت فيها من الله هذا الأمر ولكن اليوم أدعوك أن تُجدد الطلب من الله وتأكد أنه الخالق المُحب الحنون وليس قاضى الظلم. دعنا نُصلي:
يا سيدي المسيح قد طلبت مراراً كثيرة ولكن اليوم أجُدد ثقتي فى قدرتك وأطلب منك مرة أخرى من أجل أن تحررني من خطاياي... إشفينى.. غيّر قلبى يا رب.. أؤمن فيك يا من تحبنى وأثق فى توقيت إستجابتك لى... أثق فيك..أمين

المسيح هو الذي اظهر صورة الله
ان كلمة "منظور" تعني ما يدرك بحاسة البصر. ,غير المنظور هو ما ندركه بالعين وبكل جهاز. ,الكتاب المقدس يؤكد ان الله روح , ,لم تراه عين. فالروح - مع وجوده - لا تدركه الحواس لانه غير متجسد . وما حدث بحسب فكر الله وخطته لخلاص البشر هو انه تعالي اعلن نفسه للانسان اي جعل نفسه منظورا وملموسا . وقد تم هذا بمعجزة التجسد بشخص المسيح .
لقد اشتاق الانسان منذ القديم ان يري الله . وقبل ان يسقط ادم في الخطية كان يقابل الله ويراه . وكان للانسان معه تعالى شركة حقيقية ,علاقة مباشرة لان الله خلق ادم على صورته . لكن هذه الصورة تشوهت بعد عصيان ادم .وابتعدت البشرية عن الخالق . ولكن يعلن الله للانسان قربه منه وعنايته به , ومحبته له اخذ جسدا مثل اجسادنا ( لكن بدون اي خطية ) ,عاش بيننا ,ومات من اجل خطايانا .. يقول بولس الرسول " عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد .. " فالمسيح هو الذي اظهر صورة الله لنا , وجعلنا نرى الله في شخصه , وهو بالتالي الله المنظور الذي امكننا ان نراه ونعيش معه رأى الله نفسه.
وحين نقول ان للمسيح صفات الله ذاته , يتأكد لنا فعلا ان هذا الشخص الفريد هو الله المتجسد .
وهنا نذكر بعض الصفات الالهية الموجودة في المسيح :
اولا :انه فريد في قداسته لانه لم يخطيء قط وهوالذي يتحدى كل انسان قائلا "من منكم يبكتني على خطية ? " كل انسان خاطيء , كل مولود من ادم وحواء خاطىء ماعدا يسوع المسيح . فهل هناك من لا يخطيء سوى الله ?
ثانيا : فريد بولادته التي هي من روح الله .لم يكن قط ليسوع أب بشري , بل ان الله كان ابا بالمعنىالروحي فقط .فهو الفريد الذي ولد من روح الله . وروح الله لا تتجزأ كالأشياء المادية ,بل ان روح الله هو الله ذاته .
ثالثا : فريد بعجائبه الخارقة كالسير على وجه البحر , واسكات الريح العاصفة .
واقامة الموت وشفاءالامراض المستعصية , واخراج الدراهم من فم السمكة في البحر, انتصاره على قوة الموت وتجربة الشيطان , فمن كان ولا يزال يقدر ان يقوم بهذه الاعمال غير الله ?
رابعا : فريد بسلطته على مغفرة الخطايا. يعلمنا الكتاب المقدس بانه كان دوما يغفر خطايا الذين يقبلون اليه . ولكونه طاهرا مقدسا مثل الله,فأن له السلطة المطلقةلأن يغفر الخطايا .ومن يقدران يغفر الخطايا سوىالله ? .
خامسا : فريد بحياته الكاملة , بولادتهه وتعاليمه ومعجزاته وصلبه وموته وقيامته وصعوده علنا الى السماء , من حيث اتى الى الله الآب .
سادسا : فريد بمكانته الروحية لانه كان اعظم من مجرد نبي او رسول او مجرد رجل عظيم . فمثلا عند موته يذكر الكتاب المقدس والتاريخ , ان الشمس في وضح النهار قد اظلمت حتى قال قائد جنود الرومان "حقا كان هذا الانسان ابن الله " وقال التلميذ توما الذي كان مشككا في صحة قيامته . وقال عندما رآه ولمس جراح الصليب " ربي الهي ".
هذه قطرة من بحر مما صنعه وعلمه يسوع المسيح ... وبكل وضوح , يستجلي لكل عاقل , ان هذه الصفات الفريدة كلها لا تنطبق على انسان , ولا تنسب الا الى الله نفسه . ولكننا رأيناها جميعها متجسدة في شخصية المسيح العظيمة له المجد , حتى قال فيه الكتاب المقدس " المسيح هو صورة الله غير المنظور " .

هل أستطيع أن أضمن الحياة الأبدية ؟
عزيزي قد تخطر في ذهنك بعض الأفكار وأنت تسأل عن الحياة الأبدية ، وتريد أن تجد الجواب الأكيد لها . لذلك سأكتب لك ما سأله بعض الأصدقاء عن الحياة الأبدية وربما تكون أنت أيضاً قد فكرت في مثل هذه التساؤلات . والجواب هو رد صريح من أقوال الله الصادقة والأمينة وهي كفيلة بان ترشدك إلى جميع الحق .
أولاً/ ماذا فعل الله لكي يعطينا الحياة الأبدية ؟
( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.) " إنجيل يوحنا 16:3 " لاحظ إن غرض محبة الله هو العالم المسكين وعطية محبته هو ابنه الوحيد يسوع المسيح ، والمستفيد من محبته هو كل من يؤمن بيسوع ، وإنقاذ محبته هو لكي لا يهلك ( هلاك أبدي ) ، وهدف محبته الحياة الأبدية.
ثانياً/ كيف نحصل على الحياة الأبدية ؟ ماذا أعمل لكي أرث الحياة الأبدية ؟
(الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية . والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله )" إنجيل يوحنا 36:3
ثالثاً/ من يضمن لنا الحياة الأبدية ؟
وأنا ( يسوع ) أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يديالأبدية ؟(إنجيل يوحنا 28:10)
رابعاً/ ما هي الحياة الابدية؟
وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته )"إنجيل يوحنا 3:17
الحياة الأبدية تقوم بمعرفة الآب والمسيح الذي أرسله ، والمعرفة المقصودة هنا ليست مجرد المعرفة العقلية لأنّ للشياطين مثل تلك المعرفة رسالة يعقوب 19:2 وإنما المعرفة التي تغير القلب والسيرة وتقترن بمحبة الله والمسرة به .
خامساً/ الطالب في المدرسة لا يستطيع أن يقول : أنا نجحت في الدراسة إلا عندما يأخذ الشهادة من الإدارة ، فهل عندك شهادة من الله توضح إنك امتلكت الحياة الأبدية ؟
( وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية . وهذه الحياة في ابنه . من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة(رسالة يوحنا الاولى 11:5-12)
سادساً/ هل من حقنا منذ الآن أن نعلم بأن لنا الحياة الأبدية ؟
كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله )" رسالة يوحنا الأولى 13:5 " وبترجمات أخرى " (يا من آمنتم باسم ابن الله ، كتبت هذا إليكم لكي تعرفوا أنَّ الحياة الأبدية ملكٌ لكم منذ الآن) .
سابعاً/ إذا كنت لا أعلم في أي ساعة تنتهي حياتي الأرضية ، فهل أستطيع أن أضمن حياتي الأبدية ؟
على رجاء الحياة الأبدية التي وعد بها الله المنزه عن الكذب قبل الأزمنة الأزلية " رسالة بولس الرسول إلى تيطس 2:1
"وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الأبدية " رسالة يوحنا الأولى 25:2
ثامناً/ هل سيرفع الله عني الدينونة عندما احصل على الحياة الأبدية ؟
الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة ( إنجيل يوحنا 24:5)
لقد تحمل الرب يسوع دينونة خطايانا فوق الصليب وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا لكي لا يأتي إلى الدينونة كل من يؤمن به.
تاسعاً/ والآن بعد أن عرفت هذه الحقائق ، إلى من ستذهب ؟
يا رب إلى من نذهب ؟ كلام الحياة الأبدية عندك ( عند يسوع ) " إنجيل يوحنا 68:6 "
لاحظ أن الحياة الأبدية مرتبطة بيسوع الإله الحق والحياة الأبدية " رسالة يوحنا الأولى 20:5
عاشراً/ بقيّ سؤال أخير ، إذا رفضتُ عطية الله ( الحياة الأبدية ) فماذا سيكون لي ؟
الازدراء الأبدي والنار الأبدية والعذاب الأبدي والهلاك الأبدي والقيود الأبدية من نصيب الرافضين ( هبة الله التي هي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا ) "رومية 23:6 "
من كان حكيماً يحفظ هذا ويتعقل مراحم الرب
أيها القاري العزيز لا تضيع فرصة العمر ، تعال الآن إلى يسوع فهو يدعوك قائلاً :من يقبل إليّ لا أخرجه خارجاً . سلم حياتك وقلبك ليسوع ليرفع عنك الدينونة الأبدية ويمنحك سعادة أبدية ، حياة أبدية ، وراحة أبدية .
أيـها الـرب القـدير يا من كُل هباتك مجانيـة
أهـدي لك شكري الجزيل فـكل عـطاياك أبدية
يسوع أنت الإله الـحـق والـحيـاة الأبـديـة
أحـبك ، أحـبك ،لأنك تضمــن لي الأبديــة
أشكـرك يا إلهي لأجل شهادتـك الحقيقيـــة
فيسوع سكـن قلـبي فلـي إذاً الحــياة الأبدية
وإن كنت لاأعلم أي ساعة تنتهي حياتي الأرضية
لكني أعلم علم اليقين بأني امتلكـت الحياة الأبدية
شكراً لك ربي يسوع يا من بموتك فـوق الصليب
رفعت عني دينونتي الأبدية ووهبتني حياتك الأبدية
أتـهلل وأفـرح الآن لأني نلــت سعادة أبدية
فـعلاقتي بالآب ويسـوع المســيح هي أبدية



تعليقات
There is no comments yet

 شارك بتعليق 

أضف تعليق
.الرجاء كتابة تعليقك هنا ببشكل واضح وسليم، تعليقك سوف ينشر مباشرة
أي تعلقات يوجد بها سب وقذف سوف تحذف فوراً